Saturday, April 11, 2015

منهج المدرسة الأزهرية ومكوناته الرئيسية

منهج المدرسة الأزهرية ومكوناته الرئيسية


في ظل الهجمة الفكرية الشرسة علي الدين الإسلامي التي تتصاعد من ناحية في الجانب التكفيري المتطرف أقصي اليمين وتتصاعد في الاتجاه المعاكس من ناحية دعاة التنوير والحداثة وتجديد الخطاب الديني أصبح واجب  - عليناحتي لا تتلقفنا الحيرة والأهواء ولعب أدوار الدفاع أو التنصل -  التعرف علي المدارس العلمية الكبري والتأمل في مكونات المنهج العلمي لهذه المدارس، علي أمل تلمس طريق ممهد قديصل بنا لبر الامان ومعرفة مكمن الداء والدواء إن شاء الله.

الجامع الأزهر (359 - 361 هـ) / (970 - 972 )

هو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي. وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة.وسنبدأ بالجامع الأزهر وتامل منهجه من أين ينبع ومم يتكون ومواصفات العالم الذي يدرس في هذه الجامعة العريقة . جديربالذكر أن منهج مدرسة الأزهر العلمي قد تأثر بشدة بسبب القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر وماأدي اليه من اهتمام بالكم علي حساب الكيف أي بعدد الطلاب والخريجين علي حساب جودة وكفاءة هذا الطالب والخريج ، كذلك تبعية الازهر للدولة المصرية وحرمانه من استقلاليته التي كان لها دور كبير في الحفاظ علي منهج هذه المدرسة العلمية .
يشرح الدكتور عبد الفضيل القوصي الأستاذ بقسم العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين بالجامع الأزهر منهج المدرسة الأزهرية بأنه ليس عبارة عن مجموعة من العلوم المكدسة دون نظام أو ترتيب ، أو منهج يقوم علي حشو الأذهان بتلك العلوم القديمة بطريقة عشوائية اعتباطية ، فالمنهج الأزهري منظومة متماسكة تتكون من دوائر ثلاث متتابعة : الدائرة الخاصة ، ثم الدائرة العامة ، ثم دائرة الضوابط والمواجهات الحاكمة للدائرتين السابقتين .
·         أما الدائرة الأولي ، وهي الدائرة الخاصة فهي تتعلق بالعلم الخاص المفرد كعلم الفقه مثلا ، وكذا غيره من العلوم
·         أما الدائرة الثانية ، فتتعلق بعلاقة هذا العلم الخاص بغيره من العلوم الإسلامية ورتبته ودرجته بين العلوم الاخري ، وما هي العلوم التي ينبغي تعلمها قبل الإقدام علية ، وما هي العلوم التي ينبغي تعلمها بعد أن يكتمل هذا العلم
·         أما الدائرة الثالثة ، فهي الضوابط والمواجهات التي تتعلق بالدائرتين السابقتين من حيث أخلاقياتها وآدابها وتوجيهها لمنفعة الناس ولحسن العلاقة مع الله تعالي .
في الدائرة الأولي المتعلقة بالعلم الخاص المفرد يحتاج الطالب الأزهري – حين يخطو أول خطواته فيه – أن يعرف عشرة أمور وهي باختصار شديد : تعريفه ، موضوعه ، وثمرة البحث فيه ، وفضله ، ومن الذي ابتكره ، وما هي أسماؤه ، وما مصادره ومراجعه ، وما حكم الشرع في تعلمه ، وما هي رؤوس مسائله التي يبحث فيها
هذه الأمور العشرة هي بمثابة الأهداف التي يضعها الطالب الأزهري نصب عينيه ، وهو يدرس أي علم من العلوم ، لكي يراجع نفسه في كل فترة عن مقدار ما أنجزه من هذه الأهداف ، وما الذي قصر فيه ، وما أسباب قصوره .
في الدائرة الثانية: يتم وضع هذا العلم الخاص – كعلم الفقه في مثالنا السابق – في مكانه من منظومة العلوم الإسلامية الشاملة ، ذلك أن هناك علوماً تسمي أحيانا (علوم الآلة) أو علوم (الوسائل) لابد من دراستها (قبل) البدء في دراسة علوم أخري تالية ، وهناك علوم تسمي أحيانا (علوم الغايات) أو (المقاصد) تلزم دراستها (بعد) جراية هذا العلم الخاص ، كما لا يسمح للطالب الأزهري أن يدرس (الموسوعات) في أي علم من تلك العلوم إلا بعد أن يدرس (المختصرات ) ولا يسمح له بدراسة الشروح والحواشي والهوامش إلا بعد دراسة المتون ، والتلخيصيات لكي تكون خطواته العلمية متدرجة بحسب قدراته وإمكاناته العقلية والعمرية والنفسية .
يهمنا هنا في هذه الدائرة الثانية أن نذكر أن العقلية الأزهرية ابتكرت علمين دقيقين لتقنين النقاش بين جميع العلوم المشتركة في 

الدائرة الثانية : هما علم أدب البحث والمناظرة ، وعلم الخلاف ، ويضم هذان العلمان مجموعة متكاملة من الضوابط التي تقنن اختلاف الآراء ، حتي لا يتحول النقاش العلمي إلي "جدل عقيم" ، فالمقصود الأول في العقلية الأزهرية هو تحري الحقيقة المجردة ، والقبول بتعددية الآراء ووزنها جميعا بميزان الشرع والعقل
ومن هذه "الضوابط" علي سبيل المثال : عدم التعجل في إصدار الأحكام ، وموضوعية النقاش ، والاتفاق منذ البدء علي محور الاختلاف ومحاور الاتفاق ، والتفرقة بين الأمور القطعية التي ينبغي الاتفاق عليها أولا ، وبين الأمور الظنية القابلة لتعدد الآراء

الدائرة الثالثة: دائرة الضوابط والمواجهات الحاكمة لكل من الدائرتين السابقتين
فالمنهج الأزهري يغرس في الذهنية الأزهرية : التواضع في طلب العلم ، واقتران العلم بالعمل ، والخشية من الله تعالي والخوف منه سواء في التعلم أو التعليم ، ويحذر المنهج الأزهري من ان يكون الهدف من طلب العلم : علو المنزلة بين الناس ، أو التكسب المادي ، كما يحذر من الجرأة علي دين الله تعالي ، ويأمر بان يوظف العلم في خدمة الإنسانية ، وفي تيسير الحياة علي الناس ، وفي إصلاح حال الدنيا حضارة وعمرانا وتقدما .

هذا المنهج الأزهري المتميز بمكوناته الثلاثة السابقة يثمر ما ندعوه (الشخصية الأزهرية ) التي يعرفها الناس جميعا ، والتي تتمثل فيها عدة خصائص :
أولاها: رحابة الأفق وقبول التعددية في الاتجاهات المختلفة في الموضوع الواحد ، والموضوعات المختلفة ، ومقابلة الرأي بالرأي ، والحجة بالحجة ، والبرهان بالبرهان
ثانيها: التوسط بين الآراء المختلفة ومحاولة الجمع بينهما ، وهو ما يسمي في التراث الأزهري ( إزالة التعارض بين المختلفات) ، ففي مجال الفقه المقارن مثلاً – وكذلك في مجال أصول الفقه ، وكذلك في مجال العقائد وغيرها – تتمتع الشخصية الأزهرية بالقدرة علي المقارنات المتعمقة بين المذاهب والخروج منها بالوسط الذهبي – إذا استخدمنا التعبير الأرسطي – وهذه المقارنات تدريب المقارنات تدرب الشخصية الأزهرية علي عدم التسليم برأي ما لم يكن قائماً علي أساس سليم ، حتي ولو صدر هذا الرأي من أستاذ يتمتع بشهرة واسعة في العلم الذي يدرسه ، فالمبدأ الذي يحفظه الأزهري منذ صغره ( لا تعرف الحق بالرجال ، ولكن اعرف الحق تعرف أهله) ، ولقد حفظ التراث الأزهري قدراً من المناقشات التي كانت تثور بين الآباء الأساتذة والأبناء التلامذة . وفي مجال العقائد نجد الطالب الأزهري منذ نعومة إظفاره يتعرف علي أراء الفلاسفة وأراء المعتزلة وأراء الماتريدية والاشاعرة والامامية والزيدية ، ويناقشها في ضوء النقل والعقل مناقشة مستفيضة مطولة
ثالثها: أن الشخصية الأزهرية بمكوناتها الثلاثة التي ذكرناها تنفر نفوراً شديداً من (التكفير ) ، بل كل ما يؤدي إلي التكفير ، ذلك أن الطالب الأزهري يدرك منذ نشأته أن اخطر الفتن التي تؤدي إلي فرقة المسلمين وانقسامهم وتفتت كلمتهم هو التكفير ، فالطالب الأزهري يدرس مثلاً كتاب (فيصل التفرقة) للإمام الغزالي ، وكتاب (جوهرة التوحيد ) أو غيرها من الكتب الأزهرية فيجد في ذاته الباطنه خوفاً هائلاً ورعبا شديدًا من الاتهام (بالتكفير) دون مراجعة وبحث وتدقيق ، بل انه يميل إلي التماس الأعذار لمن يختلف معه في الرأي حتي يبتعد النقاش عن هذه الدائرة المخيفة (دائرة التكفير) ، ولو أن هذه القيمة الأزهرية سادت بين المسلمين لتجنب العالم كله ويلات الإرهاب والعنف والتدمير.
كذلك قام الشيخ أسامة السيد محمود الأزهري في ورقة عمل "الإحياء الكبيرلمعالم الأزهر المنير" باستخراج عدد من السمات والخصائص والمكونات التي تميز المنهج الأزهري وتفرقه عن المناهج الأخري:
1.      المكون الأول: اتصال السند رواية ودراية وتزكية: فعلوم المنهج الأزهري ومعارفه متوارثة منقولة، متصلة الإسناد، يتلقاها كل جيلعن الجيل الذي قبلهمن خلال التلقي والصحبة الطويلة للعلماء إلي أن يقع منهم الإذن والإجازة له بالرواية والتدريس والتأليف وتعليم العلم ، وذلك بخلاف المناهج الأخري فهي مقطوعة مبتورة، يتصدر فيها أحدهم دون مصاحبة للعلماء .
2.      المكون الثاني: العناية بتحصيل علوم الآله: وهي علو النحو والصرف والاشتقاق، والبلاغة بفنونها، وأصول الفقه وعلوم الحديث وغيرذلك من العلوم التي تعين وتؤهل المتعلم وتمكنه من الخوض في فهم الكتاب والسنة
3.      المكون الثالث: الإلمام والإحاطة بمقاصد الشريعة:وينتج ذلك من طول مصاحبة العلماء ومن تحصيل علوم الآله تفتح البصيرة علي إدراك مقاصد الشرع الشريفوهي تحقيق عبادة الله وتزكية النفس وتطهيرها وعمارة الأرض وتحصيل مكارم الأخلاق وبناء الحضارة وصناعة النهضة . ذلك بخلاف المناهج الأخري فإنها لا تعرفمقاصد الشريعةولا تدريها ولا يرد شيء من ذكر المقاصد الشرعيةفي كلامها ولا يظهرفي فهمها وتطبيقها.
4.      المكون الرابع: تنزيل القرآن الكريم علي مواضعه:ينتج مماسبق أثرمهم جدا هو تمكن صاحب هذا المنهج من قراءة القرآن، فينزل آياته الكريمة في مواضعها فلا ينطلق إلي آية نزلت في المؤممنين فينزلها علي الكافرين، ولا ينطلق في آية نزلت في أمرعام فينزلها علي خاص، وذلك بخلاف عدد من المناهج التي تخوض في فهم القرآن دون أدني بصيرة فتنتج فهما مشوها .
5.      المكون الخامس: تعظيم شأن الأمة المحمدية: فيدرك طالب العلم نتيجة لكلما سبق عظمة شأن الأمة المحمدية وأنها وعاء الإسلام وأنها أمة علم وهداية ومرحمة ووراثة للنبيين وأن لها وظيفة بين الأمم وهي الهدايةوتبليغ الشرع إلي الأمم ، وأنها ينبغي أن تشارك في صناعة ثقافة العالم مشاركة مؤثرة، بحيث تكون الأمة دالة علي الله بعلومها وفنونها وآدابها وقيمها ومعارفها في مجالات العلوم المختلفة .
6.      المكون السادس: حمل هم الهداية العامة فمن أهم سمات المنهج الأزهري أن يغرس في نفوس أبنائه هذا المعني الجليل بخلاف المناهج الأخري التي ليس في خطابها أي التفات إلي حقوق الأمم علينا .
7.      المكون السابع: المكونات الكاملة للعلم: يربي المنهج الأزهري أبنائه ان العلم مركب من ثلاثة أمور:
·         المصادروالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس
·         المنهج المعتمد والمنضبط في فهم النصوص وكيفية تحليلها واستخراج معانيها
·         المواصفات والملكات والمواهب التي لابد من توافرها في الشخص القائم بالتبحر والتخصص في علوم الشريعة
المناهج الأخري فقد مزقت العلم وجعلته أشلاءوصار الواحدمنهم لا يفهم من العلم إلا كلمة الدليل دون معرفة بوجه الدلالة ولا بكيفية جمع الأدلة الواردة في كل مسألة ثم كيفية مزجها وتركيبها ثم كيفية فهمها وتحليلها مع مراعاة حال الشخص القائمبالفهم ، والتثبت من أن مواهبه وملكاته وقدراته مواتية لكل ذلك .
8.      المكون الثامن: الإستفادة من تراث الأمة ، والانفتاح عليه والتواصل معه والبناء عليه: من أهم خصائص المنهج الأزهري أنه منهج مستوعب لتراث الأمة ومتواصل معه ويعرفله قيمته وأصالته ويعرف كيف ينتقي منه كل مفيد وجليل ويعرف كيف يبني عليه ، وكيف يضيف إليه بخلاف عدد من المناهج الأخري التي تصنع قطيعة وهجرا وتضليلا لتراث أمة الإسلام .

Thursday, June 23, 2011

خواطر الثورة - 2

امبارح برنامج العاشرة مساء أعاد مقتطفات من الحلقات الي قدموها وقت الثورة...اتفرجت عليها وفي ثوان رجعتللي الأحاسيس اللي حسيناها كلنا لأول مرة في تلك الايام المجيدة....افتكرت الخواطر اللي كتبتها ليلة 28 يناير واني لسه ما سجلتهاش علي البلوج.....قررت أكتبها في خواطر الثورة - 2:

والنوم يفارق عيني في هذه الليالي الطوال، ليلة 28 يناير وليلة 29 يناير، أفكر في اعين الجبناء ، أعين الخونة الذين طارت طائرتهم وتركت البلاد ونزلت هاربة وسط الغرباء ، تاركة الارض والأهل والناس والسماء.
أفكر في أعين الجبناء وناصيتهم المكللة بالعار والخزي ، ناصيتهم مختومة بالجبن والخيانة، أفكر في أعينهم التي لطالما نامت ظالمة مستبدة متسلطة ، اعينهم التي نامت وفي بطونهم الحرام، اعينهم التي نامت وفي حلوقهم المرار.

أعينهم لن تنام بعد اليوم في بلاد الغربة وهي مفتوحة بإتساعها لرؤية نظرات الإزدراء في كل من يقابلهم الغريب قبل القريب .
ما هربتموه من نقود في سويسرا وما ملكتوه من بيوت في لندن لن تحول بينكم وبين
العار

والنوم يفارق عيني في هذه اليلالي الطوال وعالية ابنتي لم تتم بعد الستة أشهر ونصف أشعر باللحظة التاريخي ، وأحسست فجأة أني أريد أن أعرف اللحظة التاريخية التي لطالما استخدمتها كمصطلح دلالي علي لحظات أخري لا تاريخية ولا يحزنون ولكن زي ما تقول قلبي نفسه يعيشها والسلام فيطلقها علي لحظات عابرة وعادية . ولكن، الآن
أستطيع ان أعرف معني مصطلح اللحظة التاريخية.....وأريد أن شرحه لابنتي حتي لا تقع فريسة مثلي بوهم إطلاق هذا المصطلح علي كل وأي لحظة:
يا عالية يا بنتي، اللحظة التاريخية ليست عابرة وليست متكررة، اللحظة التاريخية هي عمر زمن يفوق اللحظة ويتخطاها ليصل إلي ساعات بل أيام .....خلال هذا العمر الزمني.....تتشابك مشاعر غزيرة ومتدفقة يستغرق الغحساس بها هذا العمر الزمني الذي يتخطي اللحظة ، هذه المشاعر الغزيرة تشمل اغلب المشاعر التي عرفها الإنسان من دون الكائنات ، وفي خضم تنوع المشاعر، قد تتناقص وقد تتكامل ، التعبير عنها قد يكون تارة خوف وتارة غناء، تارة حماس وتارة ذبول، تارة فرح وتارة بكاء، بكاء شديد مصدره منبع داخلك مليء بالفرح والقلق. وحتي تكتمل اللحظة وتكون تاريخية لابد ان يشعر بكل ذلك كل الناس، كل الناس بنفس الطريقة وبنفس التعبير، تلك هي اللحظة التاريخية يا عالية.....اتمني ان تعيشي مثلها واعظم منها فأمك حلمت بها دائما و تحسب انها تعيشها الآن وتهديها لكي .
فجر يوم جديد
30 يناير

Monday, April 18, 2011

خواطر الثورة - 1





شعور لم اشعر به من قبل ، قمت من سريري، أخذت قلمي، فتحت الصفحة البيضاءو إذا بالقلم يجري، يسبق مشاعري وأحاسيسي، يكتب ودموعي علي وشك الإنهمار، ده كلام حقيقي مش هرتلة، كلام يجيش به صدري، يملاني، أخذ النوم من عيني

إنها العزة، إنها الفخر،

في حياتي لم اعرف شعور الفخر، ما اعذب هذه الكلمات ولكن ما احلاها وما أروعها عندما نشعر بها ونحسها، لأول مرة في حياتي أقدر اوصف معني كلمة عزة، لاول مرة في حياتي أعرف شعور الفخر، أتذكر جيدا أوباما عندما صعد إلي السلطة بأيدي مؤيديهوشعارهم يخرج ملء الحناجر نعم نستطيع

YES WE CAN

تذكرت حسرتي وانا اعلم اني قد اري الفخر أو قد أفهم الفخر لكن ان أشعر به فهذا امر مستبعد .

إنها ليلة يوم السبت 29 يناير 2011، هذه الليلة شاهد فيها سكان مصر الرعب، لا استطيع أن انام وانا أسمع دوي الرصاص بالخارج.

لا اعلم هل هي رصاصات رجال الجيش الشرفاء أم رصاصات عصابات الحوش والخائنين . لكنني في هذه الليلة أدركت معني ان ينام الفلسطيني تحت وقع أصوات الدبابات،أستطيع ان أتخيل كيف بات العراقي ليلته ليلة سقوط بغداد، كيف نام اللبناني وهو لا يعلم إن كان سيقوم الصبح ومنزله فوق رأسه أم لا، وهل نام التونسي فعليا ليلة صراخ الرجل باعلي حسه:

بن علي هرب!!!بن علي هرب

Thursday, May 14, 2009

زمايلي وزميلاتي في أربع أركان الأرض


كنا زمان في المدرسة عندنا أغنية Aux Quatres Coins du Monde كانت بتعلمنا قبول الآخر بغض النظر عن لونه وعن دينه وبتعرفنا اني فيه تنوع في الثقافات ولازم نتعايش مع الثقافات الأخري . وكانت أحلامي المرتبطة بالإغنية دي إني عايزة أسافر البلاد دي كلها عشان أتعرف علي الثقافات المختلفة . لكن عمر ما خطر في بالي إني العولمة Globalizationهتعمل فيا العملة دي ، علاقتي بزمايلي في العمل .....اللي موجودين حواليا واحتمال رؤيتهم وجها لوجه تقريبا 100% ممكن بمنتهي البساطة ولا أشوفهم ولا أقولهم حتي صباح الخير.....والغريب إني علاقتي بحبيبة اللي في تونس و يوسل في تركيا وجانين في جنوب أفريقيا .....وأسما في المغرب ...أقوي بكتير....شغلنا مع بعض ....مديرينا نفس الأشخاص بنسال علي بعض وباطمن عليهم وعلي عيلتهم وممكن اعزمهم في فرحي كمان....والغريب انه مع اختلاف ثقافتنا عن بعض أنا بتواصل معاهم أحسن بكتير من الناس اللي حواليا اللي تقريبا علاقتي بيهم أسطح من السطحية .....ده حتي البنت بتاعة الكول سنتر اللي بيعملنا ال IT Support طلعت موجودة في الفلبين.....ولما قولتلها أنا في مصر قالتلي وفضلت تشرحللي قد ايه نفسها تزور وادي الملوك وأنها مبهورة بالفراعنة.....واتصاحبنا علي بعض في دقيقتين. أنا مش مستغربة اني في القرن الواحد وعشرين بكلم أركان الأرض الأربعة في نفس الوقت لكن استغرابي هو أني زمايلي الخياليين اللي مش باشوفهم هم زمايلي الحقيقين والعكس صحيح !!!!!! حواجز الثقافة والمكان والشكل طبعا كلها مختفية ....بينا تواصل إنساني طبيعي وسلس جدا من غير أي عقد ....روح العمل الجماعي وتحقيق الاهداف ومفيش مجال للحكم علي بعض بشكل سطحي ومظهري....غريبة أوي.....الغنية كان لازم تقوللي إني وراء اختلاف الثقافات والأعراق والألسنة والمظهر والمرجعيات....ممكن ألاقي صداقة حقيقية علي المستوي الإنساني البحت......وهو ده أعمق مستوي .

Monday, January 12, 2009

لسه باتعلم من طفولتي المشردة....تخيلوا

كنت باسمع أغنية أبريق الشاي المتداولة بكثرة بين جيل الثمانينات علي الإنترنت للراحل سيد الملاح . يمكن لأنها بتفكرنا بطفولتنا الجميلة المختلفة تماما عن طفولة الجيل الجديد اللي من سن عشر سنوات يطالب بحقه في شحن كارت كل شهر للموبايل اللي جابه طبعا من سنة ولا اتنين قبلها وأحدث أغاني نانسي عجرم هي ما يتبادلوه سواء نغمات او رنات مش أبريق وفناجين . المهم، الاغنية دي فاجأتني بحاجة غريبة جدا وأنا باسمعها بعد أن فرغت من تتبع ذكريات الطفولة معها ، تفاجأت إن أبريق الشاي يمكن اعتباره الشيء الوحيد في بلدنا اللي عارف وظيفته كويس جدا وحافظ الJob Description بتاعه ومعتز جدا بوظيفته ( أنا أنا أبريق الشاي) التوكيد اللفظي باستخدام ضمير المتكلم أنا يدل علي العزة والفخر ، (أيدي كده.... بوزي كده ....أصب الشاي وأرجع كده) عارف امكانياته كويس واللي يقدر عليه وملتزم جدا به ، وكمان بيطور من نفسه وسعيد بكده وبيعلن عنه علي الملأ ( وأعرف برضه يا كتاكيت أحكي حواديت) . بجد اتفاجأت إن أبريق الشاي ده لازم يكون نموذج يحتذي لدي شعبنا المصري الجميل. تخيلت للحظة الفرق بين النموذج الأبريقي المحترم ونموذج المصري الأمبريقي المحترم برضه.....يا لهول الفارق . المصري مهما كانت وظيفته دايما محتقرها ومقلل من قيمتها وده طبعا بيرجع لسبب مهم جدا أنه مش عارف أصلا شغلته ايه (حافظ مش فاهم) شغلتك ايه....بررررم هو رد طبيعي جدا مش استعارة من افييييه جامد في فيلم قديم . والنتيجة تكون انه دايما مختزل امكانياته و مش ممكن خياله يصورله انه يقدر علي حاجة . لا هو عارف امكانياته ولا مقدرها ....يبقي هيطورها ازاي؟؟؟ ولو عرف أو فهم حاجة زيادة يخبي ولا يجيب سيرة ، أنت عايزهم يعرفوا أني باعرف عشان يستفيدوا من اللي عرفته!!!!!وأشتغل أكتر !!!! وبعدين واخدين بالكم معايا من جملة (أصب الشاي وارجع كده) فيها تأكيد علي فكرة الالتزام....فهو يؤدي وظيفته كما هي بحذافيرها من غير فتيي وكلام كتير مالوش لازمة . يااااه بجد أنا بقيت معجبة اوي بأبريق الشاي ولو أطول أحطه علي مكاتب الموظفين كلهم وأعلقه علي بوابة كل المحلات....ونوزعه في كل المطارات ومحطات القطار والمترو والميادين العامة والشوارع والقهاوي وكل شبر في مصر ليكون نموذج يحتذي
بدون تعليق: اللي صورت الصورة اللي فوق دي بتقول انها للقاهرة ....تحديدا وسط البلد يوم الثلاثاء الساعة واحدة ونص بالليل

Thursday, July 3, 2008

إلي من دافع عن الوطن حتي آخر نفس في عمره








فيكن تنسو صور حبايبكو


فيكن تنسو لون الورد و ورق رسايلكو


فيكن تنسو الخبز الكلام أسامي الأيام و المجد اللي كان


لكن شو ما صار ما تنسو وطنكن


Wednesday, May 28, 2008

يا تري ما هي طبيعة علاقتك إنت باسرائيل؟؟؟ أيوة إنت




والسياسة الخارجية الأمريكية" لستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفرد ، وجون مرشايمر أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاجو ، وكان هذا الكتاب صدر أولا كورقة عمل في شهر مارس عام 2006 و أثارت الكثير من الجدل حولها نظرا لقيمة مؤلفيها وانتمائهم لجامعات مرموقة ، والأهم من ذلك موضوع الورقة الشديد الحساسية والذي حلل بعمق طبيعة علاقة اليهود الأمريكيين بأمريكا ودورهم في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية . وفي الوقت الذي يهاجم فيه أمريكيون السياسات الأمريكية تجاه اسرائيل و سياسات اسرائيل نفسها ولا يخافون من تهمة معاداة السامية الجاهزة لكل من تسول له نفسه التعليق بالسلب علي أي شيء خاص باسرائيل ، وفي الوقت الذي تمر فيه علينا ذكري النكبة والاحتلال مازال مستمرا ، يصدمني كل يوم خبر صغير بسيط يستفز داخلي تساؤل عن طبيعة و حقيقة احساسنا نحو التطبيع مع اسرائيل . فمنذ توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل في كامب ديفيد وكلنا نعلم أنها معاهدة لإنهاء حالة الحرب فقط وليس لتطبيع العلاقات مع اسرائيل. حتي هذا المصطلح الغريب أصبحت لا أعرف متي ظهر في لغتنا أصلا و أصبحت أشك في حقيقة معناه ولا أعلم بجد إذا كان الشعب المصري رافض للتطبيع أم لا؟ إذا كان استقبال الوفود السياحية الإسرائيلية عادي وليس تطبيعا وإذا كان تصدير الغاز لإسرائيل ( وبالديسكاونت كمان) أمر طبيعي وليس تطبيعي و إذا كان الدخول معها في اتفاقيات اقتصادية مسألة إجرائية بحتة وليست تطبيعية بحتة وإذا كنا نستلم جثث مواطنينا من علي الحدود مقتولين بالرصاص خطأ (الله أعلم إذا كنا بنستلم الجثة ولا لأننا غير مطبعين فلا يمكن استلامها) . إذا كان كل ذلك ليس تطبيعا ، فماذا نسمي رسو اليخوت الإسرائيلية في موانينا للاحتفال بذكري قيام دولة اسرائيل ؟ قرأت هذا الخبر الصغير في جريدة "المصري اليوم" و توقعت أن تقوم الدنيا والمظاهرات في اليوم التالي....لم يحدث شيء...الأدعي أني قرأت خبر في نفس الجريدة يشير إلي استمرار رسو المراكب في موانينا لمدة ثلاث أيام حتي انتهاء مؤتمر دافوس المنعقد في شرم الشيخ وكمان في ظل حراسة أمنية مشددة.....وبعد أسبوع أقرأ خبر صغير أيضا عن أنشطة المركز الأكاديمي الإسرائيلي التابع للسفارة الإسرائيلية .... ويتحدثون بداخله عن جمعية صداقة مصرية اسرائيلية ...واستقبال ليهود مصر والبحث عن ممتلكاتهم .....ولا تعليق. لدرجة أني توقعت أن ألمح إعلانات في الشوارع عن حفلة تقيمها فرقة "بتوعوت أشكينيت" الإسرائيلية المشهورة أووووووي (اسم الفرقة تأليفي).
حقيقة أصبحت لا أعرف معني كلمة تطبيع ولا أعرف كم مننا مقتنع بضرورة التطبيع مع اسرائيل من عدمه ولا أعرف مدي ونوع العلاقات المصرية الإسرائيلية سواء علي المستوي الرسمي أو الشعبي . حقيقة لا أعرف ، ولكني أعرف جيدا أننا نحتاج لمعرفة أكثر عمقا وأكثر وعيا لإسرائيل ومدي التقدم الذي وصلت إليه بعد مرور 60عاما فقط علي نشأتها ، نحتاج أن نعرف ونفهم ونستوعب حقيقة هذا الكيان الذي أصبح حقيقة واقعة ، من الضروري تعريف طبيعة علاقتنا به تعريف واضح مفهوم والأهم من ذلك مقبول لدينا .
عندما رأيت غلاف كتاب والت ومرشايمر الجديد دهشت كثيرا لأني وجدت مرسوم عليه بوق فقط لا غير وتذكرت علي الفور الآية الكريمة رقم (6) في سورة الإسراء مخاطبا بني اسرائيل " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا" .
السؤال الآن هل سنظل مستمعين سلبيين لنفيرهم أم نحاول نحلل و نفهم ونعرف حتي نقدر إن شاء الله
.